کد مطلب:195856 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:296

الدورة الدمویة
جاء فی كتاب توحید المفضل وهو جملة محاضرات وأمالی ألقاها الامام «ع» علی تلمیذه المفضل بن عمر الجعفی فی إثبات التوحید [1] من المسائل الطبیة الجلیلة ما لم یحلم بها الأطباء فی ذلك العصر، ولم یدركوها إلا بعد إثنی عشر قرنا عندما ظهر الاستاذ الدكتور (هارفی) الطبیب الشهیر المعروف لدی الاطباء (مكتشف الدورة الدمویة) ثم اكتشف ذلك الاكتشاف الذی افتخر به الغرب حتی جعله من معجزات عصر الاختراعات والذی قلب الطب ظهراً علی عقب وهو فی الحقیقة ولدی المتأمل المنصف اكتشاف كان قد ذكره الامام الصادق «ع» فی طی كلامه مع المفضل فلو نظرت إلیه وتأملته لعلمت علم الیقین، ان هذا المكتشف العظیم لم یأت بشیء جدید ولم یكن إلا عیالاً علی ما قاله أبوعبدالله الصادق «ع» قبل عدة قرون.



[ صفحه 29]



وتأمل قوله حیث یقول:

فكر یا مفضل فی وصول الغذاء إلی البدن ومافیه من التدبیر، فان الطعام یصیر إلی المعدة فتطبخه وتبعث بصفوه إلی الكبد فی عروق رقاق واشجة بینهما قد جعلت كالمصفی للغذاء لكیلا یصل إلی الكبد منه شیء ـ فینكأها وذلك أن الكبد رقیقة لا تحتمل العنف، ثم أن الكبد تقبله فیستحیل فیها بلطف التدبیر دما فینفذ فی البدن كله فی مجار مهیأة لذلك بمنزلة المجاری التی تهیأ للماء حتی یطرد فی الأرض كلها وینفذ ما یخرج منه من الخبث والفضول إلی مغایض أعدت لذلك فما كان منه من جنس المرة الصفراء جری إلی المرارة، وماكان من جنس السوداء جری إلی الطحال، وماكان من جنس البلة والرطوبة جری إلی المثانة، فتأمل حكمة التدبیر فی تركیب البدن ووضع هذه الأعظاء منه مواضعها واعداد هذه الأوعیة فیه لتحمل تلك الفضول، لئلا تنشر فی البدن فتسقمه وتنهكه فتبارك من أحسن التقدیر وأحكم التدبیر (إنتهی) [2] .

أقول: هكذا ورد عنه علیه السلام وهو صریح فی بیان الدورة الدمویة علی حسب ماوصل الیه الطب الحدیث بعد مدة تناهز الاثنی عشر قرنا وهذا مضافا إلی ما لوح فیه إلی وظائف الجهاز الهضمی، والجهاز البولی، وإلی وظیفة المرارة والطحال والكبد والمثانة. كما أنه «ع» أشار أیضا بقوله: لئلا ینتشر فی البدن فیسقمه وینهكه ـ إلی ما أثبته طب القرن العشرین من التسمم البولی الحاصل من رجوع البول من المثانة إلی الدم عندما لم یخرج منها فینتشر بواسطة الدم فی جمیع أعضاء البدن فیسممه ویسقمه وإلی التسمم المعدی الحاصل من تعفن الفضلات المعدیة والمعویة غیر المندفعة منها والتی تحدث برجوعها إلی البدن وهی متعفنة فاسدة التهابات توجب تسممه وانتهاكه فتأمل.



[ صفحه 30]




[1] وقد شرحناه مفصلاً في أربعة أجزاء طبع منها جزأن والآخران تحت الطبع.

[2] توحيد المفضل.